الخميس، 11 فبراير 2016

مصير ( فرخنده )

                     مصير (فرخنده )
فرخنده * ... وحماة الأضرحه 
اقتربت الفتاة من عش الدبابير ولم تكن تعلم  ولم تدرك ما قد يحدث لها وما سيحل بها من رعب .. اقتربت ببراءه منه دون حذر او خوف لجهلها بحجم خطورته .. بكل عطف بدأت تحنو علي بعض الفقراء من النساء الكبيرات بالسن خاصة واللائي اتين لزيارة الضريح وتقديم القرابين مثلهن في ذلك مثل الالاف من النساء والرجال من مختلف الاعمار في صورة شركيه لا أصل لها ! وهاهم حماة الأضرحه من المرتزقه باسم الدين يتاجرون به مع الغني والفقير وتظهر المأساة بشكل اكبر في حالة هؤلاء الفقراء  الذين يقدمون القرابين وهم في اشد حالات البؤس والحاجه .. وماعساهم ان يفعلو ؟! عقول قد أفرغت من الفهم  وتمت تعبأتها ضلالات وشرك من قبل هؤلاء المشائخ المزعومين والذين هم اشد جهلا من مريديهم  وذلك علي مدي سنين عديده مضت وأجيال فنت في ظل وجود تجار دين واصحاب ضلال وهوي يتوارثونها أباً عن جد .
فكيف تجرؤين أيتها الفتاة علي تاريخنا وعلي ارزاقنا بالحديث الي اتباعنا من الفقراء  والاغنياء بل والاغبياء ايضاً .  وتحريضهم علينا بابعادهم عن زيارة اضرحتنا .. 
من الذي طلب منك يا فرخنده ان تقتربي من مريدينا ؟ أتريدين هدم مملكتنا ؟! اتريدين ان يهجر ضريحنا ؟! هل تعتقدين اننا سنتركك حتي نجدنا نتسول في الشوارع ؟ ! ونحن الان نجني الاموال من الناس ونحن في بيوتنا وبجوار اضرحتنا .. افيقي يا فتاتي ؟؟!! 
وهل تملكين يا فرخنده من الرحمة اكثر مما نملك ؟! وهل لديك من العلم ما يفوق علمنا ؟! لقد توهمت يا فرخنده وجانبت الصواب .. 
وهل تعتقدين ان حفظك للقرءان ونيلك لشهادات جامعيه ستحول بيننا وبينك وستمكنك من الانتصار ؟! هكذا كان لسان حالهم يكاد ان ينطق . 
وما هي الا صيحة واحده من شيخهم  الجليل! المزعوم القائم علي الضريح ومن معه من الضالين يقول بأعلي صوته للعوام والزائرين للضريح ولافراد عصابته من المرتزقه " اقتلو هذه الفتاة واحرقوها كما حرقت القرءان ووضعته تحت قدميها انتصرو لدينكم " 
ولم يكد يكمل هذا الشيخ  الضال حتي اصبحت فرخنده في حال لايوصف ينزل عليها الضرب من كل جهه ومن كل احد باليد والرجل والعصا واجهزو عليها رجما بالحجارة من الكبير والصغير رجالاً ونساءوشاركم رجال الامن  الجهله في فعلهم مأساة !! وهي تنظر اليهم تتوسل اليهم  وتستجدي الرحمة في قلوبهم 
سال دمها علي وجهها وغطاه بالكامل لا رحمة ولا هوادة  لا اذن تسمع ولا قلب يرحم .. وعيونهم تنظر متجهمه لا تعي توسلها ودفاعها عن نفسها بكلمات ونظرات وحركات لم تجد من يفهمها او حتي يستقبلها !! مسكينة انت يا فرخنده اتهموك ولم يسمعو منك او حتي يفكرو في ذلك .. لم يكتفو بقتلها بالحجارة بل داسو عليها بعجلات سياراتهم 
ولم يشفي ذلك غليلهم او غباؤهم بل اضرمو في جسدها العاري النار حتي احترقت وتفحمت واكملو جريمتهم النكراء برميها في النهر دون مراعاة لأنسانيتها او حرمة دم المسلم أي شرع امرهم بذلك؟!!  لم يأمر ديننا بذلك . بل امرهم بذلك فقيههم الجاهل ومفتيهم الضال الذي اهلك الابرياء واهلك اتباعه من الجهلة الذين ينفذون خططه دون تفكير .. اتباع لم يترددو لحظة في تنفيذ اي مؤامره يدبرها هذا الضال مستخفاً بعقولهم واستثماراً لجهلهم 
وحالاتهم النفسيه المريضه .. 
قتلت فرخنده واحرقت بتهمة باطله بحرق القرءان وهي حافظة له . علي ايدي جهلة لايحفظون من كتاب الله اية واحده انها مأساة حقيقيه .. استثمار عواطف الاتباع  في سبيل تحقيق اهداف مغرضه .يقتلوننا بايدينا باستخدام  ابنائنا الجهلة وان حملو اعلي الشهادات 
وأتساءل ومعي الكثيرين من الغيورين علي دينهم وأوطانهم . هل ستكون فرخنده أخر الضحايا ؟ ام هناك فرخنده أخري وأخري ونخشي ان. تكون فرخنده في قادم الايام دولاً بدلا من افراد فالعصابات كثرت والجهل زاد 
رحمنا الله ورحم الله فرخنده .. 
* فرخنده فتاة افغانيه قتلت علي يد حماة ضريح مسجد شاه دو شامشيرا 
مقاله 
كتبها المهندس / محمد بن حجيلان الربيش 
الرياض  ١١ فبراير ٢٠١٦ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق